نزوح جماعي كبير من قرى شفشاون نحو طنجة وتطوان ومرتيل وفاعلون يدقون ناقوس الخطر
شهدت قرى إقليم شفشاون، نزوحا كبيرا نحو مدن طنجة وتطوان والمضيق ومرتيل، وذلك تزامنا مع الدخول المدرسي الجديد، إذ يبحث الآباء على فضاءات أرحب وأجود لتعليم أبنائهم، بدل البقاء في المداشر التي يصعب العيش فيها، وخاصة في فصل الشتاء.
وفيما لم تصدر أي جهة رسمية بيانا حول ظاهرة النزوح الجماعي، دق فاعلون ناقوس الخطر، وأكدوا أن استمرار هاته الظاهرة من شأنه أن يخلق أزمات على مستويات متعددة، وهو ما يهدد استقرار المنطقة الأمني والاقتصادي والاجتماعي والدراسي.
وفي الوقت التي كانت الأسر تحشتم من الهجرة نحو المدن، سجلت عددا من السلوكيات غير المسبوقة، وذلك مثل استغلال شاحنة للمجلس الإقليمي لشفشاون لنقل أثاث منزلي نحو تطوان، وبدا وكأن المسؤولين يساعدون على الهجرة بدل البحث عن الحلول.
وعلى المستوى الدراسي، فمن المنتظر أن تشهد المؤسسات اكتظاظا كبيرا بسبب النزوح الجماعي من قرى شفشاون، وأكد فاعلون أن العملية تزداد تعقيدا، وخاصة وأن الأكاديمية الجهوية للتعليم لم تستعد لهاته الظاهرة التي وضعهتم في حيرة وعجز.
وأفاد متتبعون أن مؤسسات بطنجة وتطوان ومرتيل، امتلأت عن آخرها، فيما الإقبال لا يزال متزايدا، وهو ما سيدعو المدراء إلى إضافة مقاعد إلى الحجرات الدراسية من أجل استيعاب جميع التلاميذ المغادرين وعدم تركهم عرضة للهدر المدرسي.
وعلى المستوى الاقتصادي، يبدُو أن المنطقة ستشهد كذلك احتقانا بسبب ندرة فرص الشغل، وهو ما سيرفع معدل البطالة وسط الشباب وأرباب الأسر، وخاصة الذين اضطروا للنزوح من قرى شفشاون هربا من العطش، ولتعليم بناتهم وأبنائهن.