بنعبود يكتب: “الاعتراف بمرتيل يبدأ بالاعتراف باسمها”
بقلم: عبد الخالق بنعبود
مرتيل، المدينة الحيوية التي تتألق على الساحل المتوسطي، تتعرض لتهميش رمزي غير مبرر. رغم احتضانها لمؤسسات عمومية وتعليمية كبرى تمنحها مكانة استراتيجية على المستوى الجهوي والوطني، يغيب اسم “مرتيل” عن تسمية هذه المرافق، مما يُضعف حضورها ويُقلل من فرصها التنموية والسياحية.
تُعد مرتيل مركزًا حيويًا يضم مؤسسات بارزة مثل الحي الجامعي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المدرسة العليا للأساتذة، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية. لكن، في مفارقة غريبة، تُنسب هذه المؤسسات إما إلى مدينة المضيق أو تطوان، رغم وقوعها جغرافيًا وإداريًا ضمن تراب مرتيل. حتى المنطقة الاقتصادية المعروفة بـ”تطوان شور” تقع داخل المجال الترابي لمرتيل، دون أي إشارة إلى اسم المدينة في تسميتها الرسمية.
هذا الإغفال لاسم مرتيل يُشكل نوعًا من الحرمان الرمزي، يُؤثر سلبًا على صورة المدينة ويُضعف من قدرتها على الترويج لنفسها كوجهة تعليمية وسياحية واستثمارية. فتسمية المؤسسات باسم المدينة ليست مجرد مسألة إدارية، بل خطوة ذكية تُعزز الهوية المحلية، وتُساهم في تثبيت اسم المدينة في الذاكرة الجماعية، وتجعل من كل مؤسسة واجهة إشهارية تُبرز مميزاتها.
إن تصحيح أسماء المؤسسات الواقعة على تراب مرتيل ليس مجرد مطلب إداري، بل ضرورة تنموية وحق رمزي. لذلك، نتوجه بنداء إلى كافة الجهات المعنية – من سلطات إقليمية ومحلية، وهيئات منتخبة، ومؤسسات إدارية، وفعاليات مدنية – للترافع من أجل اعتماد اسم “مرتيل” في تسمية كل مؤسسة أو مرفق يقع داخل ترابها.
الاعتراف بمرتيل يبدأ بالاعتراف باسمها.
التعليقات مغلقة.