تستعد فتيحة الطالبي، الأستاذة الزائرة بجامعة عبد المالك السعدي، ورئيسة المعهد المغربي للسياسات التنموية، السبت المقبل، لتوقيع أول مؤلفاتها الذي تحت عنوان: “المشاريع السياسية الكبرى بالمغرب -بين المحدودية ومحاولات الإقلاع السياسي والإقتصادي والإجتماعي-” وذلك ضمن فعاليات الدورة 28 للمعرض الدولي للكتاب بالرباط.
وأبرزت الطالبي أن “الحديث عن موضوع المشاريع السياسية الكبرى بالمغرب، لم يكن مطروحا بشكل كبير ومنظم قبل عام 2002، وهي السنة التي دخل المغرب من خلالها في مسار يعتمد على التدبير الاستراتيجي للتنمية، عوض التخطيط الاستراتيجي، وهو الأمر المخالف لما كان عليه في السابق منذ عهد الاستقلال، إذ ارتكز التوجه التنموي على تكثيف تدخل الدولة كفاعل اقتصادي رئيس، من خلال اللجوء إلى المخططات الخماسية التي أثبتت محدوديتها، إلى جانب إحداث المقاولات العمومية”.
وأوضحت الطالبي أن “اختيار هذا الموضوع المتمحور حول المشاريع السياسية الكبرى والتنمية الاقتصادية، يهدف إلى محاولة فهم ميكانيزمات التنمية في المغرب، وكذلك استكشاف مدى نجاحها في تحقيق تحول كامل في ميادين أخرى غير الميدان الاقتصادي”.
وأشارت إلى أن مولودها الذي سيعزز المكتبة الوطنية المغربية، والعربية، يروم إلى أيضا “لإغناء المعارف المرتبطة بموضوع التنمية، سواء تعلق الأمر بالتنمية الوطنية أو المحلية وإشكالية تدبيرها، مع الإحاطة بمختلف الظروف التي ساهمت في بلورة السياسات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب منذ استقلاله الى الآن”.
واعتبرت الأستاذة الزائرة “إثراء النقاشات التي تعرفها الساحة الوطنية حول إشكالية التنمية المستدامة وسبل تحقيقها، أمرا ضروريا، إذ تمثل التجربة المغربية استثناء من التجارب الترابية الأخرى التي شهدها مسلسل تحديث الدول سياسيا اقتصاديا واجتماعيا وإداريا، فقد تأثرت بشكل كبير بميلاد الأجيال الجديدة للتنظيم الإداري، وتغير موازين القوى وإرساء قواعد ومبادئ الحكامة الترابية، ونظام أفضل للمشاركة السياسية وتوزيع السلطة”، وفق تعبيرها.
