بلفقيه يعلق على خطاب العرش ويسبر أغواره

خطاب العرش لهذه السنة استهله جلالته بإعلانه على ان المغرب بفضل نعمة التلاحم والتجاوب بين العرش والشعب استطاع ان يبني الدولة الأمة، ومعلوم ان هذا المفهوم يحيل على عمق نظري وفكري يجد أصوله في الفلسفة والتاريخ والدستور، تلخص ما يعيشه المغرب من وحدة وتلاحم وتعايش رغم تنوعه الغني وتعدد روافده، وهذا بفضل الوظيفة الجامعة والموحدة التي ما فتئت المؤسسة الملكية تحرص عليها وتؤديها منذ قرون.
وإذا كان هذا الإنجاز الكبير تتفرع عنه كل الاستحقاقات الاستثنائية التي يحققها المغرب وأبناؤه وشبابه، والتي عددها جلالته بكل افتخار، ومنها اشارته الى انجازات المنتخب المغربي والابتكارات التي توصلت اليها النوابغ المغربية، وفي اطارها يندرج ركوب المغرب لغمار تحدي الترشح لتنظيم كأس العالم 2030 الى جانب الشريكين الأسباني والبرتغالي، فإن كل ذلك يرجع الى القيم الثقافية التي يقدرها المغاربة، ومن أبرزها قيمة الجدية.

لقد بين جلالته، ان المنجزات التي حققها المغرب والمغاربة كان وراءها الالتزام بهذه القيمة، وبالنظر لمحوريتها فإن جلالته اعتبرها منهجا متكاملا، اعتمدت في تدبير كل الملفات المطروحة على بلادنا، ومنها قضية وحدتنا الترابية، حيث ان ما تحقق يعد حصيلة عمل جدي ودؤوب، وكذلك الامر بالنسبة لتدبير مختلف الأوراش الادارية والاجتماعية والاقتصادية، وهي كذلك المنهجية التي ينتظر جلالته منها ان تحقق طفرة نوعية لبلادنا وذلك بانخراطه في مجالات الطاقات المتجددة والهيدروجين الاخضر وتدبير الموارد المائية.

ان ملف الجوار المغاربي حظي ضمن خطاب جلاله بمكانة هامة، حيث أجاب على التوتر الذي تحاول ان تزرعه بعض الانظمة، بخطاب مطمئن موجه الى الأشقاء الجزائريين قيادة وشعبا، مضمونه ان المغرب بلد وئام وسلام، وأن الشر لا يأتي أبدًا من المغرب.

التعليقات مغلقة.