فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية
انطلقت الثلاثاء بمدينة تطوان فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية، بحضور ثلة من الخبراء والباحثين والفاعلين الثقافيين المغاربة والأجانب. ويشارك في هذا الاجتماع الإقليمي، المنظم بشراكة بين المكتب المغاربي لمنظمة اليونيسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووكالة تنمية أقاليم الشمال وعمالة تطوان ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة تطوان، ممثلون عن 50 مدينة مبدعة من عدد من البلدان، منها المغرب وموريتانيا وتونس وليبيا والأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة. وتماشيا مع موضوع الاجتماع “إشراك الشباب في العقد القادم”، سيسلط انعقاد هذا اللقاء، الذي يرسخ المكانة الاستراتيجية للمغرب وتطوان باعتبارهما محركين للإبداع والابتكار من أجل تنمية حضرية مستدامة، الضوء على الدور المهم للشباب في بناء مدن مرنة ومبدعة.
في كلمة بالمناسبة، قالت الكاتبة العامة لقطاع الثقافة، سميرة المليزي، إن “المجهود الجماعي المسخر لتبويء الثقافة مكانة رفيعة في حاضر ومستقبل المدن قد أفضى فعلا إلى تصنيف تطوان ضمن شبكة المدن المبدعة لليونسكو في مجال الحرف والفنون الشعبية سنة 2017، إلى جانب مدن الصويرة والدار البيضاء و ورزازت، مما يؤكد الأهمية التي توليها المملكة المغربية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجعل الثقافة من العناصر الأساسية في المنظومة التنموية”.
وتابعت أن “انخراطنا الدائم في منظور منظمة اليونسكو للنهوض بدور الثقافة في التنمية المستدامة، يوازيه اشتغال وطني متواصل على تقليص الهوة بين الاعتراف الجماعي بدور الثقافة في التنمية الشاملة، وإدراجها المنهجي في أولويات السياسات العمومية”، مشددة على أن حرص هذا الاجتماع على تدارس سبل التزام المدن المبدعة بجعل الإبداع والصناعات الثقافية في قلب الخطط التنموية، يتطابق مع السياسة العمومية للوزارة في هذا المجال.
من جانبه، أشار المدير الإقليمي لليونسكو لمنطقة المغرب العربي، إريك فالت، إلى أن المدن التي “تحتضن الثقافة” تضمن لساكنتها نوعية معينة من الحياة ودينامية فكرية قوية، مشددا على أن العديد من المؤسسات، بالإضافة إلى اليونسكو، ما فتئت تدعو منذ سنوات ولاسيما ضمن رؤية ما بعد عام 2030، بأن تتمتع الثقافة بـ “هدفها الخاص”.
ونوه بأن اليونسكو والدول الأعضاء فيها سيكون بوسعها الاعتماد على القرار الأخير الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد “ميثاق المستقبل”، الذي يمنح الثقافة مكانة غير مسبوقة، كما يعترف بدورها كعامل في التنمية المستدامة باعتبارها قطاعا واعدا اقتصاديا ينبغي للدول الاستثمار فيه.
وعلى مدى ثلاثة أيام، يناقش المشاركون عددا من القضايا الأساسية، من قبيل تعزيز العلاقات بين المدن المبدعة، وإنشاء تعاون مثمر ضمن المنطقة، وتوسيع شبكة الانخراط في المدن المبدعة، إلى جانب “إدماج الشباب في العقد المقبل ضمن الاستراتيجيات الحضرية”.
وتميز افتتاح هذا اللقاء بحضور عامل إقليم تطوان عبد الرزاق المنصوري، وعدد من المسؤولين المحليين وممثلي المجالس المنتخبة والفعاليات الثقافية المغربية والعربية. وتعمل شبكة المدن المبدعة، التي أنشئت سنة 2004 وتضم حاليا 350 مدينة من أزيد من 100 دولة، على تثمين الابداع لدى أعضائها حول سبعة مجالات أساسية، تتمثل في الحرف والفنون الشعبية والفنون الرقمية والتصميم والسنيما وفن الطبخ والأدب والموسيقى، موضحا أن الشبكة جعلت استثمار الثقافة والابداع رافعة للتنمية الحضرية المستدامة.
يذكر أنه تم سنة 1997 إدراج المدينة العتيقة لتطوان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وفي سنة 2017 تم تصنيف تطوان كمدينة مبدعة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، ويجري منذ سنة 2024 الإعداد لمشروع توسيع التراث المسجل ليشمل حي “الإنسانشي”.
التعليقات مغلقة.