تقديم كتاب “التراث الثقافي لجهة الشمال الغربي” والغلبزوري يؤكد مواصلة دعم التعريف بالتراث الثقافي للمنطقة

جرى مساء الجمعة، بطنجة، تقديم كتاب “التراث الثقافي لجهة الشمال الغربي”، والذي يعتبر عملا جماعيا من تأليف ثلة من الباحثين والأكاديميين المختصين في الآثار والثقافة والتاريخ، وإصدار بمساهمة من مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.

ويقدم الكتاب دراسة وافية حول أهم معالم التراث الثقافي لمنطقة الشمال الغربي، مع استعراض الجوانب التاريخية والجغرافية والأثرية والاثنوغرافية للمنطقة، كما يتضمن مجموعة منتقاة من الصور الفوتوغرافية التعبيرية لمعالمها الأثرية والثقافية.

في مداخلة بالمناسبة، قدم عبد اللطيف البودجاي، الباحث في الآثار ومحافظ موقع القصر الصغير الأثري، محتويات الكتاب وأبرز المحاور التي يتطرق إليها، مبرزا أهمية المعالم التاريخية والمواقع الأثرية في المنطقة ودورها في تشكيل الهوية الثقافية للمجتمع.

وأكد المتحدث على أن الكتاب يوفر معلومات قيمة حول مختلف الفترات التاريخية التي مرت بها منطقة الشمال الغربي للمملكة المغربية، منذ ما قبل الفترة الإسلامية إلى غاية التاريخ المعاصر.

من جانبه، ألقى أحمد سراج، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قراءة تحليلية للكتاب، تضمنت أهم فصوله وأهميته التوثيقية الأكاديمية، لاسيما ما يتعلق بالتراث الثقافي المادي وغير المادي الذي يميز الجهة، معتبرا أن الأسلوب المتبع في تقديم المعلومات التاريخية والجغرافية بهذا المؤلف “دقيق وسلس”.

بدوره، نوه نائب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، المكلف بقطاع الثقافة، عبد اللطيف الغلبزوري، في كلمة افتتاحية للقاء، بهذه المبادرة التي تجسد “الجهود الرصينة لمجموعة من المختصين المتميزين، الذين نجحوا في إغناء المتن المعرفي التاريخي للمغرب وللجهة”، مبرزا أن الكتاب يسلط الضوء على جوانب تاريخية وجغرافية وأثرية واثنوغرافية ولامادية للتراث الثقافي للجهة مع تقديمها في أسلوب مركز وبسيط وممتع لملامسة جمهور واسع.

في السياق، أكد على انخراط مجلس الجهة في التعريف بالتراث الثقافي للمنطقة من خلال حزمة من المشاريع ضمن البرنامج الجهوي للتنمية، إيمانا منه بالدور الطليعي للثقافة كرافد حقيقي من روافد التنمية المستدامة.

بدوره، شدد رئيس مجلس الجهة، عمر مورو، على أهمية التنشئة الثقافية والفنية للأجيال الصاعدة وتشجيعها على ارتياد المتاحف وزيارة المواقع الأثرية والمشاركة في الأنشطة الثقافية باعتبار ذلك أهم مبادرة لتثمين التراث الثقافي وحمايته على المدى البعيد.

وتلا تقديم الكتاب خوض مناقشة مفتوحة حول مضامينه وأهمية إصداره في سياق في المجهودات الرامية لإعادة الاعتبار للموروث الثقافي للجهة، مع الدعوة إلى بذل مزيد من الاهتمام بكل المآثر التاريخية المهددة بالاندثار.

التعليقات مغلقة.