الوضع الكارثي لمخزون الدم بتطوان: نقص حاد يهدد حياة المرضى

الشمال24 – تطوان

يعيش مستشفى تطوان الإقليمي أزمة خانقة في مخزون الدم، حيث يعاني من نقص حاد في الفصائل الدموية الحيوية، أبرزها O وA. هذه الأزمة، التي وصفتها رئيسة جمعية ابتسامة للمتبرعين بالدم بتطوان، لبنى العجاني، بـ”الكارثية”، تلقي بظلالها على حياة المرضى المحتاجين للدم بشكل يومي.

فصائل دم مفقودة .. والأسباب متعددة؛

ترجع لبنى العجاني السبب الأساسي وراء هذا الوضع الكارثي إلى قلة عدد المتبرعين في هذه الفترة من الموسم، التي تتسم بانخفاض درجات الحرارة وانشغال الطلاب بامتحانات الجامعات والمعاهد، “مما يجعل تنظيم حملات التبرع أمراً بالغ الصعوبة” وفق تعبيرها.

وتشير العجاني إلى أن المدينة تعتمد بشكل كبير على الحملات المنظمة في الكليات والأحياء الجامعية، “إلا أن هذه الحملات تكون معدودة ومقيدة بفترة زمنية محددة، “فيما لم تستوف باقي الجهات الأخرى الوقت المحدد، وهو ثلاثة أشهر”، تضيف رئيسة جمعية ابتسامة للمتبرعين بالدم.

وأكدت الناشطة الجمعوية في مجال حملات التبرع بالدم بتطوان ونواحيها، أن الإشاعات السلبية، كالادعاءات والمزاعم المنتشرة بين الناس بكون الدم يتم بيعه، تساهم بدورها في عزوف المواطنين عن التبرع، مما يزيد من تفاقم الأزمة.

دور الجمعية… جهد كبير وصعوبات أكبر

تقول لبنى، إنه رغم التحديات، تسعى الجمعية جاهدة لتوفير الدم عبر تنظيم حملات التوعية والتبرع، إلى جانب إطلاق نداءات على وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم حملات تحسيسية داخل المؤسسات.

“إلا أن الجمعية تواجه صعوبات متزايدة، من بينها قلة الأماكن المخصصة للتنسيق لإقامة حملات التبرع، وغياب أي دعم من أي جهة كانت”، وفق ما أوضحته المتحدثة في تصريحها.

غياب الدعم المحلي… أزمة تحتاج حلولاً

ورغم الدور المحوري الذي تلعبه جمعية ابتسامة للمتبرعين بالدم، فإنها تعمل في ظل غياب دعم حقيقي. وهو ما يزيد من أعباء هذه الأخيرة، والتي ترى رئيستها أن تحسين الوضع يتطلب “تضافر جهود الجميع”، بمن فيهم المسؤولون، المنتخبون، الإعلاميون، والمواطنون.

نحو تعزيز ثقافة التبرع بالدم

في ظل هذا الواقع، تؤكد رئيسة الجمعية أن الحلول طويلة المدى تكمن في تعزيز ثقافة التبرع بالدم لدى المواطنين، عبر نشر التجارب الإيجابية ودحض الإشاعات المغلوطة.

كما ترى أن إشراك وسائل الإعلام والجهات الرسمية في حملات التوعية سيكون له أثر كبير في نشر ثقافة المسؤولية المشتركة، لأن “التبرع بالدم مسؤولية الجميع”، حسب تعبير لبنى أمير.

رسالة أمل نحو تطوان تنبض بالحياة

تقول أمير، إن أزمة مخزون الدم في تطوان تسلط الضوء على تحديات إنسانية وصحية جسيمة تتطلب تظافر جهود الجميع لتجاوزها. “فالدم ليس مجرد سائل ينقذ الأرواح؛ بل هو رمز للعطاء والتضامن. ويبقى الأمل معلقاً على مبادرات أكثر فعالية من الجهات المعنية لتعزيز هذا الدور الإنساني، وضمان أن تظل الحياة هي الأولوية القصوى” تضيف المتحدثة .

التعليقات مغلقة.