بنعلي من طنجة: الترابط بين الماء والطاقة والغذاء مجال حيوي للتحول نحو الاستدامة

 أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، الأربعاء بطنجة، أن الترابط بين الماء والطاقة والغذاء مجال حيوي للتحول نحو الاستدامة.

وقالت بنعلي في افتتاح الدورة الثانية من المنتدى الدولي (Nexus WEFE) المنظمة بمبادرة من مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إن مراجعة الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، في إطار عملية تشاورية ديمقراطية واسعة، مكن من تحديد ستة مجالات للتحول نحو الاستدامة، من بينها الترابط بين الماء والطاقة والغذاء، إضافة إلى حماية الموارد المائية وتعزيز قطاع فلاحي مستدام كأبرز الأولويات.

وذكرت بأن المغرب، الذي يتمتع بموارد طبيعية وتراث ثقافي وإنساني عريق، شرع على مدى العقدين الماضيين في اتباع نهج تنموي إرادي يعزز التوازن بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، معتبرة أن “الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة تمثل الركيزة الأساسية لهذا الالتزام، والتي تجسد تصميم بلادنا على مواجهة المخاطر المناخية كالجفاف والفيضانات والظواهر القصوى الأخرى”.

وسجلت بنعلي بأن “تحليل الاقتصاد المغربي سلط الضوء على نقطتين استراتيجيتين يمكن أن تؤثرا على استدامته وقدرته التنافسية ومرونته، ويتعلق الأمر بالأمن المائي والأمن الطاقي”، مبرزة أن النموذج التنموي الجديد أكد على أهمية الطاقة كرافعة لجاذبية المغرب وتنميته، وعلى قدرة المجالات الترابية على التكيف مع التغيرات المناخية وحماية الموارد الطبيعية، وترسيخ كفاءة الموارد، بما في ذلك الموارد المائية كقاعدة ثابتة.

في هذا السياق، أشارت إلى أنه تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إطلاق ع د ة مشاريع، تهدف إلى تطوير الطاقات الجديدة وتعبئة الموارد المائية وتعزيز الأمن الغذائي، مذكرة بدعم الوزارة المقدم لكل المبادرات المتكاملة والشاملة على المستوى الترابي للاعتماد على الطاقات المتجددة لإدارة المياه، كجزء من سياسة الانتقال الطاقي، ولاستخدام تكنولوجيا الطاقات المتجددة في عملية الري، وتشجيع الممارسات الفلاحية المستدامة، وباقي المشاريع الم هيكلة بأسلوب مبتكر لتعزيز كفاءة الموارد وتجاوز المقاربات التقليدية القطاعية.

في هذا السياق، ذكرت المسؤولة الحكومية بمشاريع التعاون مع جهة طنجة–تطوان-الحسيمة في إطار برنامج حماية البحر الأبيض المتوسط (MedProgramme) ومشروع “إدارة الترابط في المناطق الساحلية المتوسطية”، ومشروع إعداد وثيقة ترابط جهوي بتعاون مع الشراكة العالمية للمياه في منطقة البحر الأبيض المتوسط “GWP”.

وبعد أن نوهت بأن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، على المستوى الترابي، تسير في الطريق الصحيح نحو تنزيل التوجهات الاستراتيجية الرئيسية لكل من الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة والنموذج التنموي الجديد، سجلت الوزيرة أن الجهة تتوفر حاليا على 442،6 ميغاواط كقدرة منشأة من الطاقة الريحية، وتحتل موقعا هاما في ممر طاقي استراتيجي، ولها مؤهلات ملائمة جدا لإنجاز مشاريع هيكلية في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، إلى جانب مواردها المائية بتوفرها على 20 سدا بسعة إجمالية تبلغ 5.9 مليار متر مكعب.

يذكر أن الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية من منتدى (Nexus WEFE)، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تميزت بحضور وزير التجهيز والماء نزار بركة، ووالي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، ورئيس مجلس الجهة، عمر مورو، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، إيلاريا كارنيفالي، وثلة من القادة السياسيين والخبراء وممثلي مؤسسات وطنية ودولية.

وسيبحث المشاركون عدة مواضيع رئيسية، من بينها الإدارة المتكاملة للمياه، والطاقة المتجددة والأمن الطاقي، والزراعة المستدامة والأمن الغذائي، والصمود المناخي والحلول القائمة على الطبيعة، وآليات التمويل المستدام مثل السندات الخضراء والشراكات بين القطاعين العام والخاص.

التعليقات مغلقة.