“عائدتها قدرت بالملايير”.. توقيف شبكة إجرامية تنشط في الهجرة السرية وتهريب المخدرات

تمكنت الشرطة الإسبانية، بتنسيق مع وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول”، مطلع الأسبوع الجاري، من تفكيك شبكة إجرامية تنشط بين المغرب وإسبانيا، متورطة في تهريب البشر والاتجار في المخدرات عبر مضيق جبل طارق.

الشبكة الإجرامية، التي كانت تنشط أساساً انطلاقاً من مدينتي سبتة و الجزيرة الخضراء، كانت تستعمل زوارق سريعة مصنوعة من الألياف، يقودها في بعض الأحيان قاصرون، لنقل المهاجرين غير النظاميين والمخدرات في رحلات يُطلق عليها “الحمولات المختلطة”.
وكشفت التحقيقات وفق بيان الشرطة الإسبانية، أن الشبكة وفّرت ما يُسمى بـ”الباقة الكاملة”، مقابل مبلغ قد يصل إلى 14.600 يورو لكل مهاجر، وتشمل خدمات النقل والإيواء من المغرب إلى إسبانيا أو إلى دول أوروبية أخرى.

وقدرت المصالح الأمنية الإسبانية الأرباح المحققة من نشاط تهريب البشر حسب المصدر ذاته، وحده بما يزيد عن 2.5 مليون يورو، حيث تم تسجيل دخول سري لحوالي 200 مهاجر مغربي إلى التراب الإسباني.
وأسفرت العملية الأمنية عن توقيف ثمانية أشخاص موزعين بين ألخثيراس (4 موقوفين)، سبتة (3)، وإيبيزا (1)، حيث تم وضع ثلاثة منهم رهن الاعتقال الاحتياطي.

كما أُجريت ست مداهمات لمساكن ومحل تجاري، أسفرت عن حجز 22 كيلوغراماً من مخدر الحشيش و10.800 قرص من مادة “كلونازيبام”، والتي تُستخدم في إنتاج مخدر “القرقوبي” المعروف بـ”مخدر الفقراء”.
ومكّنت التحقيقات من كشف بنية تنظيمية واسعة لهذه الشبكة ذات الامتداد العابر للحدود، والتي كانت تنشط في كافة مراحل تهريب الأشخاص، انطلاقاً من مدينة الفنيدق (كاستييخو) المغربية حيث كان يتم إيواء المهاجرين، قبل تسهيل عبورهم الخطير نحو سبتة، إما سباحة أو على متن قوارب بدائية، مع استعمال دراجات مائية صغيرة تحت الماء لتجاوز المراقبة الأمنية عند معبر طَرَاجال الحدودي.

وتأتي هذه العملية في سياق التعاون الأمني الوثيق والمتواصل بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية في مجال مكافحة الشبكات الإجرامية العابرة للحدود، خاصة تلك المتورطة في تهريب البشر والاتجار بالمخدرات.

التعليقات مغلقة.