عين الزرقاء.. منتج سياحي ومتنفس طبيعي يفتقد لـ “غيرة مسؤولين”
إن أي شخص مقيمٍ في المغرب أو سائحٌ فيه، إن قصد مدينة تطوان لأجل الاستجمام، وللبحث عن مواطن الراحة والاطمئنان، فلابدّ أن يُدلَّ على منطقة “عين الزرقاء”، التي تعدُّ من المنتجعات السياحية والطبيعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، والتي توفر لزوارها هدوءاً نادراً، وبعداً تاماً عن ضجيج الحياة.
وتبدأ روعة منطقة عين الزرقاء، التي تقع على بعدٍ قليل من وسط مدينة تطوان، من أول الطريق إليها، وذلك إذ أن الوصول إليها يتطلّب أن تمر بوسط مناظر خلابة تتخللها أشجار ومساحات خضراء، وإطلالات بهيّة ترى عبر نافذتها جبال وديار الحمامة البيضاء.
فرغم وعورة الطريق وضيقها، إلاَّ أن الذين يسيرون في اتجاه عين الزرقاء، يتمنون لو كان طويلاً أكثر، لينعموا بتلك الزخارف الطبيعية التي تتزين بها السهول والهضاب، ويتمتعوا بالغمام الذي ينزل إلى أقبية الرؤوس في فضل الشتاء، صانعاً بذلك لوحة غايةً في الابداع.
وبقدر ما يكون الانسان مفرعماً بمشاعر الاستمتاع، ومتحسماً لمعانقة منطقة عين الزرقاء، إلا أن وصوله إليها يقابله سرعة خفوت المشاعر والحماس، فالمكان يبدُو جلياً أنه يفقتد لـ “غيرة مسؤولين”، ولذلك إدراك النواقص المحيطة بالمكان، لا يتطلب وقتاً طويلاً، أو خبرةً ذات سنوات.
إنها ليست مشكلة ولا مشكلتين، فعين الزرقاء ضواحي تطوان، تتخبط في مجموعةٍ من النواقص التي تحول بينه وبين أن يصنَّف ضمن المنتجعات السياحية والطبيعية الرائدة في البلاد، وتقف دون أن يجده العباد ملاذاً في الصّيف والشتاء، سواء للاستجمام، أو للقمة العيش.
ففي سنة 2019، وعلى بعد قليل من المدار الحضري، لا تزال منطقة عين الزرقاء، تعيش وسط انعدام إشارة الهاتف النقال، وصبيب الانترنيت عن مختلف شركات الاتصاات، فالمكان هناك معزول عن العالم، ولو كنت هناك ووقع شيء لأهلك أو لأعمالك، فإنهم لن يصلوا إليك، ما دمت هناك.
كما أنه لا يمكنك، في ظل انعدام إشارات الاتصال والانترنيت، أن تقوم بمشاركة ما تلتقطه من صور على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أن تجري مكالمات فيديو، للتقاسم مع أحباءك ومتابعيك تلك الأجواء التي تفتح النَّفس، لتبقى بذلك زيارةً ومتعةً ناقصة، لم يكتب لها بعد الاكتمال.
ومن النواقص التي تعاني منها منطقة عين الزرقاء، عدم استغلال المساحات الغابوية المحيطة بالبحيرة المائية، وتحويلها لفضاءات استراحة، تمكن من احتواء أكثر النّاس، ولا تبقى حكراً على من يأتي أولاً، أو يقبل بقضاء الوقت في الفوضى، وكثيرٍ من الزحام.
كما أن استغلال المساحات الغابوية، من شأنه أن يوفر مناصب شغل للعديد من النساء والشباب، وخصوصاً الذين يعيشون في منطقة الزرقاء، والمداشر القروية المحيطة بها، والتي تزخر بالمنتوجات الجبلية، بمختلف أنواعها.
ومن المثير، أن بحيرة عين الزرقاء، رغم أنها أصبحت معلمة سياحية يعرف بها إقليم تطوان، إلا أنها كثيراً ما تتخبَّط في في إنعدام نظافة وأناقة، وذلك إذ لا تحظى بالعناية اللازمة، ولولا بعض المبادرات المدنية، لكادت أن تتحول من زمان لبركة من الأوساخ، والقذارات.
ولو أن منطقة عين الزرقاء، تحظى بمئات الزوار يومياً، وخصوصاً في فصل الربيع والصّيف، وتجري السباحة فيها والقفز في بحيرتها من علو كبير، إلاَّ أنه لا يوجد أي مستوصف للاسعافات الأولية، ولا يعتمد أي حراس، من القطاع الخاص أو العام، للتدخل والحفاظ على استتباب الأمن.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.