الماموحي يكتب “رسالة من القلب إلى نقيب المحامين ببيروت”

0

زميلي الفاضل و الحزين على ما حصل لبلاده٠
تابعت كما تابع محامو المغرب و العرب و كل الرأي العام الوطني و الدولي تفاصيل الجريمة المروعة التي حصلت بمرفأ بيروت على إثر تفجير أطنان من المواد الشديدة الانفجار و التي خلفت دمارا مهولا تسبب في مئات الوفيات و آلاف الجرحى و دمارا شاملا للبنى التحتية في المرفأ و على امتداد الكيلومترات بالعاصمة بيروت ٠
ان ما حصل في بيروت هو فعلا جريمة مروعة ، جريمة كان الهدف منها هو شطب بيروت من خريطة الدنيا و الغاءها من جغرافية الذاكرة المعاصرة للأمة، لأن بيروت و كما هي في التاريخ ام الشرائع و الحريات بلا حدود و المزعجة للاستعمار كما للانحطاط و التخلف العربيين ٠
بيروت التي عرفتها مع المحامين العرب في المؤتمر العام الذي انعقد في بيروت في أعقاب انتصار المقاومة و إندحار الاحتلال الصهيوني و طرده من الجنوب، و هي الزيارة التي ضخت في روح كل المحامين العرب منسوب عال من روح الإيمان بقيم المقاومة و التصدي بعدما وقفنا على مواقع و قلاع المقاومة الفلسطينية اللبنانية الممتدة من صور و صيدا و الليطاني و مرورا من معتقل أنصار الرهيب حيث كانت الفداءية سها بشارة و باقي شباب فلسطين ولبنان المقاومة مكبلين بقيود و سلاسل الزنازين حتى تحريرهم بعد فرار المحتل الصهيوني و أعوانه من تلك المواقع و أصبحت بعد التحرير مفتوحة على حدود شمال فلسطين و عند بوابة فاطمة حيث يقف خلف تلك الأسلاك الشوكية جنود الجيش الإسرائيلي التي ارعبته حجارة اطفال القرى المجاورة و اجبروه على تركه دباباته محروقة مهزومة ٠

زميلي المحترم و النقيب العزيز
ان بيروت الرمز في وجدان المقاومة و العاصمة التي لقنت النازي الصهيوني شارون و هزمت غطرسته العسكرية المدعومة من قبل التآمرالغربي ستبقى عصية على كل دساءس السياقات الإقليمية و الدولية الراغبة في إلغاءها و إلغاء دورها النهضوي الذي كان تاريخيا و سييقى راهنييا ، دافعا و محفزا للعقل العربي المستقل عن الأمريكي و الفارسي و الماسوني و النفط الرجعي، كي يقيم لأمته العريقة موقعا في الأرض و تحت الشمس تليق بها و بتاريخها و بمقوماتها الكبيرة و الكفيلة بان تحضى باحترام باق الامم كما هو قانون الارض و الحياة٠

السيد النقيب:
لقد اطلعت على مختلف بيانات التضامن مع الشعب اللبناني و معكم في أعقاب هذه الجريمة المروعة التي عصفت بعاصمة الصمود بيروت ٠ و في مقدمتها بيان الأمانة العامة للمحامين العرب، ورغم أهمية هذا الدعم والأسناد المعنوي الواجب علينا تجاه الشعب اللبناني الشقيق و اتجاه زملائنا في بيروت و في كل الوطن اللبناني العزيز ، كما تابعت مواقف مختلف القوى الإقليمية والدولية المتباكية على ما حصل من دمار لبيروت وسكان بيروت و هي في المحصلة مسؤولة عن جزء كبير منه سواء بالتواطء أو بالصمت أو بالتدخل الفاضح في شؤونه السياسية الداخلية التي سهلتها القوى السياسة الطائفية الفاسدة التي رهنت لبنان و مصيره بمصالحها المشبوهة التي أوصلت البلاد إلى خط الانهيار التام ، دفعت بعض الأبواق المهزومة باليأس إلى طلب استعادة الانتداب الأجنبي كخلاص من البؤس المتربص بهم٠

السيد النقيب العزيز
في معركة الصمودالاسطوري التي خاضها الشعب اللبناني ضد الاحتلال الإسرائيلي صمدت بيروت صمودا غير ميزان قوى الصراع لصالح قوى المقاومة و التحرر، في خضم هذا الصمود الاستثنائي ، أبدع الشاعر محمود درويش رفيق الختيار عرفات ملحمته الشعرية :
مديح الظل العالي
و في كل هذه الملحمة تبقى بيروت هي بيروت نجمتنا ، خيمتنا بيروت أصبحت الآن حزننا و فاجعتنا ، لكنها أملنا في النهوض و لأنها فينق الحياة العاشقة للحرية و التي لا تهزم ٠
تحية الصمود للشعب اللبناني

تحية الصمود لمحامي لبنان و بيروت
تحية الصمود للسيد النقيب ملحم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.