أكد الأخصائي النفساني، أمين سواق، أن للنوم السليم فوائد كثيرة تؤثر بشكل مباشر على نمط عيش الإنسان، وهذا الأمر يهم كل الفئات العمرية، لهذا حدد الخبراء ساعات النوم اللازمة للجسم والعقل من أجل نمو سليم والحفاظ على مقومات التوازن النفسي والجسدي من أضرار قلة النوم أو اضطراباته من قبيل الأرق والاكتئاب والعياء.
وأبرز السيد سواق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأبناء، أن النوم السليم من شأنه زيادة قدرة الإنسان على استثمار وتوظيف مؤهلاته الفكرية والجسمانية والعاطفية بحيث يكون نشاطه العضلي والذهني في أحسن مقوماته، مما يمنح الفرد حيوية أكثر، وبالتالي قضاء اليوم بأكمله بمزاج إيجابي ودون إحساس بالتعب.
وليكون النوم سليما ونافعا لصحة الإنسان، يضيف الأخصائي، يتعين احترام الدورة الطبيعية للنوم وتفادي السهر أو، عكس ذلك، الإكثار من النوم؛ ففي كلتا الحالتين يترتب على ذلك تعب واضطرابات في التركيز وقلق وإحساس بالأرق يلازم الشخص طيلة اليوم.
وبخصوص اللجوء الاضطراري إلى الحبوب المنومة كحل لتفادي الأرق والاكتئاب، فقد حذر السيد سواق من أن هذه الحبوب تؤثر بشكل مباشر على النشاط الجسدي والعقلي بحيث تضعف المؤهلات الفكرية، وهو ما يتجلى في ضعف الذاكرة والتركيز، وكذلك على المستوى البدني يظهر العياء وغياب الرغبة في الحركة ونقص في الرغبة الجنسية.
وأضاف أن الكثير من الأطباء يفضلون البحث عن بدائل طبيعية من قبيل القيام بنشاط رياضي واتباع حمية غذائية أو تناول نباتات تساعد على النوم. أما في الحالات المستعصية فينصح بالمتابعة النفسية، مشددا على ضرورة احترام الاستمارة الطبية في حالة تناول هذه العقاقير المنومة.
ففي حالة تناولها دون مراعاة نصائح الطبيب المعالج، يضيف الأخصائي، قد يقع المريض في فخ الإدمان، وما يصاحب ذلك من أعراض ثانوية خطيرة تستوجب المرافقة النفسية والرياضة، إضافة إلى اتباع حمية غذائية ومزاولة أنشطة اجتماعية للتخلص من مثل هذا الإدمان.
أما الأخصائي النفسي، سعيد الزين، فقد حذر من الإفراط في تناول الأقراص المنومة لمواجهة عسر النوم جراء اضطرابات نفسية أو عاطفية أو ذهنية أو عضوية، مشددا على تناولها لفترات محددة فقط حتى لا يصير متناولها مدمنا عليها، وذلك لما لها من تداعيات جانبية من قبيل إحداث خلل في إفرازات الخلايا العصبية، والتعود على النوم بمنوم، مما يشكل برمجة ذاتية لمتناولها توهمه بأنه لن يستطيع النوم دون تناول هذه الحبوب.
وأوضح السيد الزين، في تصريح مماثل، أن الإفراط في تناول هذه الأقراص قد يشكل خللا خطيرا على مستوى نظام الساعة البيولوجية للإنسان، مما يجعل الإنسان كسولا ومتخاذلا ذهنيا وبدنيا وحتى نفسيا، وسهل الإثارة عصبيا طوال النهار، موصيا، في هذا الصدد، بتنظيم وتحسين سلوكيات المدمنين على الأقراص المنومة للتخلص من هذه العادة السيئة.
وأثبتت دراسات طبية أن النوم لعدد غير كاف من الساعات، خارج وقت الليل، تترتب عنه آثار سلبية على صحة الإنسان من قبيل ارتفاع الإصابات بمرض السكري وضغط الدم والسمنة وأمراض الشرايين القلبية وغيرها، وقد تكون الحبوب المنومة أحيانا الأمل الوحيد للمصابين باضطرابات نفسية أو عضوية تحول دون استغراقهم في النوم، ولكن على الرغم من هذا وذاك وجب توخي كل الحيطة والحذر من الإسراف والتهافت على تناول الحبوب المنومة لما قد تحمله من مضاعفات ومخاطر وإدمان.
فالإنسان يقضي نحو ثلث حياته مستغرقا في النوم، وبالتالي فإن تناول الحبوب المنومة بشكل يومي يجعل الجسم يتعود عليها وتفقد فاعليتها في جلب النوم، ما يدخل متناولها في دوامة زيادة الجرعة أو تغيير نوعية الدواء المنوم للحصول على نومه الهنيء، لذا يستحسن البحث عن بدائل صحية طبيعية عوض الاستسلام للحلول الترقيعية السهلة. والواقع أن النوم المصطنع لن يعوض أبدا النوم الطبيعي الفطري.