يبدُو أن “مؤتمر تطوان للتسامح وقيم التعايش المشترك”، الذي نظم على مدى اليومين الماضيين الجمعة والسبت، تحت شعار: “تطوان نموذجا لتلاقح وانصهار الديانات السماوية”، لم يلق ترحيبا في أوساط الإسلاميين، وخلق في صفوفهم حالة من الاستياء والغضب.
وفيما فضّل كثيرون التزام الصّمت بالرغم من عدم رضاهم عن شعار المؤتمر، خرج عادل بنونة، القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية وذراعه النقابي، والمستشار بمجلس جماعة تطوان، ليصرّح باستنكاره لما اعتبره خرقا للدستور وترويجا للدين الإبراهيمي الجديد.
وأكد بنونة على جداره بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن دستور المملكة المغربية، ينص على أن الإسلام هو دين الدولة والمجتمع، وأن النظام السياسي يستمد شرعيته وبيعته منه، وأن أي مس بهاته الشرعية الدينية هي محاولة لزعزعة الاستقرار الذي ينعم به المغاربة.
وقال: “نظن أن هذه الأمور من البديهيات عند المغاربة إلا من كان يغرد خارج السرب”.
وأضاف: “الدين عند المغاربة هو الإسلام، وقد تذوقوا طعم الطمأنينة والإستقرار في ظله، وعرفوا حقوقهم الحقيقية في أحكامه، وللتذكير فإن التشريع المغربي اعتمد في جزء كبير منه على الفتاوى والنوازل الفقهية التي شكلت على مدار تاريخ التشريع بالمغرب إطارا قانونيا يحتدى به، ويستلزم التطبيق، لهذا فأول دستور مغربي في الدولة الحديثة بعد الإستقلال سنة 1962 نص في صياغته على أن المغرب دولة إسلامية، كما إعتبر الدستور الجديد في الفصل 19 منه على أن (الملك هو أمير المؤمنين وهو حامي الملة والدين)، فهو شريان النظام السياسي ومحركه الأساس”، وفق تعبيره.
وبسط بنونة في التدوينة نفسه، مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي لها علاقة بموضوع الدين الإسلامي الذي نسخ به الله تعالى باقي الديانات السماوية التس سبقته، مردفا: “كنت أظن أن هاته المسائل من المسلمات لكن وجب تذكير دعاة الإنصهار بمدوله اللغوي الذي يفيد الذوبان”.
جدير بالذكر أن “مؤتمر تطوان للتسامح وقيم التعايش المشترك”، نظمته جماعة تطوان بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي، تحت رئاسة المستشار الملكي أندري أزولاي، وبحضور ومشاركة مجموعة من الشخصيات والفاعلين في مجالات الدين والثقافة والسياسة.
التعليقات مغلقة.