تجددت السجالات السياسية بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار بجماعة تطوان، وذلك على خلفية الدعم الاستثنائي الذي وجهته الأخيرة لفريق المغرب أتلتيك تطوان لكرة القدم بحوالي مليار سنتيم، بالإضافة إلى الدعم السنوي الذي يصل لـ400 مليون سنتيم.
وتبادل عادل بنونة، عن فريق العدالة والتنمية ومراد الملوي عن فريق التجمع الوطني للأحرار، عقب الدورة الاستثنائية لجماعة تطوان، الاتهامات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقال بنونة: “على جراح مدينة تطوان التي تعاني في صمت، تتحرك الآلة الحزبية لحزب التجمع الوطني للأحرار لتوظيف المال العمومي كأداة لإعادة رسم الخريطة السياسية للانتخابات التشريعية المقبلة، فقد تم ضخ ثمانية ملايين درهم في خزينة فريق المغرب التطواني، الفريق المثقل بالأزمات نتيجة التدخلات الحزبية في شؤونه التدبيرية”.
وأضاف: “هذا الدعم المالي قُدم في سياق سياسي مثير للريبة، مرفوقًا بحملة رقمية منظمة يقودها جيش إلكتروني للترويج لصورة رئيس جماعة تطوان باعتباره المنقذ الوحيد من غرق الفريق، في محاولة واضحة لصناعة رأسمال انتخابي على حساب المال العام”.
واعتبر أن “ضخ المال العمومي بهذه الطريقة يثير أسئلة مشروعة حول مدى التزام السلطات الإقليمية بمبدأ الحياد، ويدعوها إلى التدخل لقطع الطريق على كل الأطراف التي تحاول تحويل الثمانية ملايين درهم إلى وقود انتخابي صرف، في الوقت الذي تحتاج فيه تطوان إلى مشاريع تنموية حقيقية تعيد لها مكانتها وتستجيب لانتظارات ساكنتها”، وفق تعبيره.
وفي المقابل، نفى الملوي مزاعم بنونة، مؤكدا أن “الدعم المالي الذي خصص للفريق لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بأي حملة انتخابية سابقة لأوانها، بل يدخل في إطار التزامات المجلس تجاه الرياضة وحرصه على إنقاذ ممثل المدينة من أزمة خانقة تهدد استمراريته”.
وأبرز الملوي أن “محاولة ربط هذا الدعم باستحقاقات انتخابية مقبلة، ليست سوى ديماغوجية سياسية يراد منها التغطية على عجز بعض الأطراف عن تقديم أي حلول واقعية للمدينة”، مشددا أن “المال العمومي تم اعتماده عبر مساطر قانونية واضحة وشفافة، وبموافقة المجلس، وليس امتيازا لشخص أو حزب بعينه، وأن أي تشكيك في ذلك هو تشكيك في المؤسسات المنتخبة برمتها”، بحسب قوله.
وأفاد أن “الجماهير التطوانية العريقة تعرف جيدا أن مرحلة إشراف التجمع الوطني للأحرار على شؤون المدينة والفريق كانت مرحلة إنجازات غير مسبوقة، وأن من يحاول اليوم اتهام الحزب هو نفسه من أدخل الحسابات السياسية إلى عالم الرياضة وتسبب في الأزمات التي يتخبط فيها الفريق”، في إشارة إلى دانييل زيوزيو الذي دخل إلى تسيير فريق المغرب التطواني لما كان عضوا في حزب العدالة والتنمية.
التعليقات مغلقة.