انعقد، أمس الأربعاء بالمضيق، اجتماع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة المضيق-الفنيدق، والذي خصص لتقييم حصيلة المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومشاريع مبادرة دعم الشباب حاملي المشاريع المدرة للدخل والموفرة لفرص الشغل لسنتي 2019 و 2020.
وأكد عامل عمالة المضيق-الفنيدق، ياسين جاري، في كلمة خلال الاجتماع، أن مؤشرات النجاعة المالية المحققة إلى غاية اليوم “إيجابية مقارنة مع المؤشرات الوطنية و الجهوية”، مبرزا بالمقابل أنه من الضروري فتح النقاش حول نسبة التأثير والوقع الإيجابي لهاته المشاريع على الفئات المستهدفة، وكذا السبل الناجعة للرقي بالعمل الاجتماعي الذي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يدعو إليه في مختلف المناسبات.
وشدد على أن كافة المتدخلين مدعوون للانتقال من مرحلة بناء المراكز إلى الاستثمار في العمليات ذات الوقع المباشر على الفئات المستهدفة والعمل على تقوية آليات الشراكة والتعاون مع مختلف الفاعلين المحليين والجمعيات الوطنية الرائدة التي تعتبر شريكا قويا لعمالة المضيق-الفنيدق، إلى جانب الجمعيات المحلية المساهمة بقوة في تقديم الخدمات الاجتماعية.
وسجل السيد جاري أن تحقيق الدينامية المرجوة من مشاريع المبادرة مقرون بنجاح المقاربة التشاركية والإشراف الميداني والتتبع الدوري، منوها بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كشفت عن توفر طاقات بشرية هامة على الصعيد المحلي والتي أبانت عن كفاءة وروح مبادرة وابتكار ومواطنة حقة وانخراط كامل.
من جانبه، اعتبر رئيس قسم العمل الاجتماعي، محمد البرقوقي، أن هذا الاجتماع، الرابع من نوعه خلال سنة 2020 بعمالة المضيق-الفنيدق، تميز بعرض حصيلة تنفيذ المشاريع المصادق عليها من اللجان المحلية والإقليمية والجهوية للتنمية البشرية، منذ انطلاق المرحلة الثالثة، موضحا أن الأمر يتعلق ب 45 مشروعا تطلب استثمارا بقيمة تصل إلى 100 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بحوالي 36.9 مليون درهم.
وأضاف أن 58 في المائة من هذه المشاريع، التي تتوزع على برامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، تم تنفيذها، بينما 42 في المائة الباقية توجد في طور الانجاز.
كما تم تقديم حصيلة المشاريع المودعة ضمن مبادرة دعم الشباب حاملي المشاريع المدرة للدخل والموفرة لفرص الشغل خلال سنتي 2019 و 2020 والتي بلغت 303 مشروعا، تم من بينها معالجة 83 ملفا، و تفعيل 44 ملفا، بينما توجد 108 ملفا أخر في طور التفعيل أو المواكبة، موضحا أن هذه المشاريع مكنت من إحداث 306 منصب شغل، بينما تبلغ القيمة المالية للمشاريع 10.02 مليون درهم.
وتم بالمناسبة إعطاء انطلاقة منصة الشباب الرقمية والتوقيع على اتفاقية الشراكة الخاصة بها، والتي تروم دعم الشباب حاملي المشاريع حضوريا وإلكترونيا، خاصة المشاريع التي تستجيب لسلاسل الانتاج التي تميز عمالة المضيق-الفنيدق.
وأبرز منصف الكتاني، رئيس مؤسسة مبادرة الشباب والمقاولة المشرفة على المنصة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المنصة ستمكن أيضا من المساهمة في وضع بنك مشاريع لفائدة الشباب الراغبين في خوض غمار المقاولة، موضحا أن انتقاء المشاريع سيكون مستهدفا وسيأخذ بعين الاعتبار النمو الاقتصادي المحلي المبني على استهداف المشاريع ذات القابلية الأكبر للنجاح والمستجيبة لمعايير الاستدامة وخلق فرص الشغل.