نورة الفقيهي؛ طالبة بجامعة عبد المالك السعدي:
اختلطت رائحة المطر برائحة الفساد والإستهانة بأرواح العباد بعدما تذفقت مياه الفيضانات في مدينة طنجة صبيحة يوم الإثنين 8 فبراير في مصنع سري للنسيج يستغل بدون ترخيص، ولا يتوفر على إجراءات السلامة الصحية المنصوص عليها في المادة 24 من مدونة الشغل (حسب رواية ولاية طنجة)، ولكي لا أتصف بنوع من النفاق وطمس للواقع، لا يوجد شيئ في المغرب يسمى بالوحدة السرية، بل هناك تواطئ بين المشغل صاحب الوحدة والجهات المعنية التي تعلم بوجودها والنتيجة فقدان الأبرياء ضحية لقمة العيش.
إذن فالأمر هنا لا يتعلق بالمصنع السري بل صناعة قيم الفساد و الرشوة والإستبداد باسم السلطة وهشاشة الأوضاع الإقتصادية وضعف التعامل مع الأزمات، فالفساد الذي أغرق العشرات في طنجة هو الفساد الذي سيغرقنا جميعا غداً لسبب من الأسباب إن لم نتدارك ما يحصل في بلدنا الحبيب، ستضرب كل محاولات الإنطلاق دون تحقيق التنمية ولن ينتهي كابوس الفواجع.
لا يكفي رفع الشعارات دون الضرب بقوة على مظاهر الفساد والعمل على محاربة البطالة وخلق فرص الشغل والدفاع عن الطبقة الفقيرة وتخفيف الإجراءات الإدارية والضرائب على الشباب كي يتم تشجيعهم على خلق مقاولات صغرى وتأدية واجباتهم.
