أكد مشاركون في ندوة حول “المتطلبات القبلية من أجل تكوين فعال وبحث علمي مبتكر”، أمس الأربعاء بكلية العلوم بتطوان، أن مساهمة وشراكة القطاع الخاص في البحث العلمي تعتبر مدخلا أساسيا في التنمية والرفع من جودة وتنافسية المنتوج الوطني.
وشدد المشاركون في الندوة، المنظمة من طرف عمادة كلية العلوم بتطوان، على دور الدولة في حث القطاع الخاص والمقاولات المغربية على الانخراط في البحث العلمي الذي تضطلع به مراكز الأبحاث الجامعية ومراكز الدكتوراه مقابل حوافز ضريبية.
في هذا السياق، أبرز نجيب الزروالي وارثي، الوزير السابق للتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، في مداخلة عن بعد، أن القطاع الخاص يساهم فقط ب 18 في المائة من إجمالي ميزانية البحث العلمي في المغرب، معتبرا أن هذا “الرقم ضعيف” بالنظر إلى الميزانية التي تخصصها الدولة للبحث العلمي، ما يقتضي حث الشركات الخاصة على ضرورة لعب دوره فعال في تجويد وتطوير البحث العلمي بالجامعات المغربية.
في السياق ذاته، ذكر بأن عدد الأساتذة الجامعيين بالمغرب بالكاد يناهز 15 ألف أستاذ، وهو رقم متواضع يشكل عائقا أمام الارتقاء بجودة التعليم العالي البحث العلمي.
على صعيد آخر، نبه بأن 35 في المائة من الخريجين المغاربة من الجامعات والمعاهد العليا بالخارج من يعودون لأرض الوطن بعد نهاية مسارهم الأكاديمي دون الحديث عن هجرة الأدمغة بسبب ضعف بنيات الاستقبال وقلة مراكز البحث العلمي المتطورة بالجامعات المغربية، مشددا على ضرورة التفكير في آليات جديدة لاستقطاب الكفاءات المغربية ووقف مسلسل هدر الطاقات التي من شأنها المساهمة في التنمية والتطور العلمي الفعال.
على الصعيد المحلي، دعا الزروالي وارثي المسؤولين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة وبجامعة عبد المالك السعدي إلى الانفتاح على المحيط الاقتصادي، الذي يشهد دينامية واعدة، من أجل كسب رهان التنمية، مسجلا أن الجامعة قادرة على المساهمة في إنتاج الثروة وتجويد المنتوج المغربي.
من جانبه، أكد عميد كلية العلوم بتطوان، عبد اللطيف مكريم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن كلية العلوم سطرت مجموعة من المحاضرات واللقاءات العلمية للمساهمة في التنشيط العلمي والثقافي للحياة الجامعية.
واعتبر مكريم أن هذه الندوة مناسبة للتفكير الجماعي للبحث عن سبل الارتقاء بالبحث الجامعي والوقوف على الإشكالات التي تعيقه، موضحا أن الندوة استضافت مسؤولا حكوميا سابقا وأستاذا باحثا على دراية ببيئة البحث العلمي بالجامعات المغربية.