مريمة بوجمعة تكتب: الدكتور سعد الدين العثماني كما خبرته

0

مريمة بوجمعة؛ برلمانية سابقة وقيادية في حزب العدالة والتنمية:

أمام التساقط المريع لبعض القامات على مستوى اخلاقيات التنظيم وعلاقات الاخوة ، و التي أمعنت في خلق العبث و اللامعنى في الداخل الحزبي، يبقى الدكتور سعد الدين العثماني شامة في حياتنا الحزبية بسمو اخلاقه و تشبعه و احترامه في كل احواله لقيم و اخلاق و منهج المشروع الذي اجتمعنا عليه.

الدكتور سعد الدين العثماني يتقن الصبر و التصبر ، و على قدر الصبر يكون الجبر، ففي الوقت الذي كان المأمول من جميع اخوانه و اخواته ان يكونوا رداء لتسخين اكتافه، القينا على ظهره رداءا ان غطى رأسه عرى قدميه و ان غطى قدميه عرى رأسه، و على الرغم من ذلك لم ينتصر يوما لنفسه بالرد على أدى وظلم ذوي القربى ، بل كان كامين عام مهووسا مسكونا بوحدة الحزب و اندماجه السياسي و امن و سلامة مناضلي الحزب و مناضلاته،لم يكن سعد الدين العثماني ضعيفا بل اضعفناه ، و لم يكن صامتا بل علت اصواتنا للتشويش على صوته و لأننا اردنا ان نلبسه جلبابا غير جلبابه و لانه كذلك على بعض الاذان وقر وعلى بعض القلوب اقفالها.

الدكتور سعد الدين العثماني لم يفقد البوصلة يوما، معه استوعبت اكثر و بعمق حاد كيف يكون الانسان في كل حركاته و سكناته وسلوكاته في العمل الحزبي في حالة عبادة مستمرة، عندما يتعبنا اللامعنى و نهم بالترجل يواجهنا ب” اعبد ربك حتى يأتيك اليقين” و عندما تتعالى اصواتنا في خضم نقاشاتنا مطالبين بمواقف نسجلها للتاريخ ، يجيب ما يهمني هو انني ساسجلها في كتاب اتمنى ان نؤتاه بيميننا حين نلقى الله.

لقد تشرفت بالاشتغال مع سياسي فقيهي اصولي، صادق ، مخلص ، صابر، متصبر ، محتسب، متعبد في محراب السياسة، رجل حوار و تشاور و تفويض لم يستبد يوما برأيه امام مؤسسة الامانة العامة.و تشرفت بالاشتغال مع امانة عامة تحت قصف لم يتوقف، الا انها حافظت على عطائها و ديناميتها و تحملت مسؤوليتها امام الله و امام الوطن و امام الحزب ، و سلمت حزبا حيا، اتبث مؤتمره الاستثنائي انه لم يكن في غرفة الانعاش، و لم يكن بيتا خرابا، لامانة عامة جديدة نتمنى لها كل التوفيق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.