هل يسحب عبد السلام الدامون من أخيه حميد بساط تفويض قطاع النظافة بجماعة تطوان؟
ينتظر ممتبّعو الشأن السياسي المحلي بمدينة تطوان، منذ أسابيع، قرارات رئيس جماعة تطوان المتعلقة بالتفويضات التي سيمنحها لنوابه السّبعة، فيما يجري التداول في الصالونات والمقاهي حول مجموعة من التسريبات والمؤشرات التي تكشف ملامح القرارات المرتقبة.
وفي هذا الصّدد، يتنافس الأخوين عبد السّلام وحميد الدامون، حول تفويض قطاع النظافة الذي يعتبر من أهم التفويضات التي تحظى باهتمام وعناية خاصة، كما أن النائب الذي يحصل عليه يكون دائما محطّ تقدير لكونه مشرفا على نظافة المدينة التي تمتاز بها تطوان وطنيا.
ويستثمر حميد الدامون، النائب الثالث لرئيس جماعة تطوان، في معركته الجديدة، تدبيره في المرحلة الانتدابية السابقة لقطاع النظافة بتفويض من الرئيس السابق محمّد إدعمار، وما خولته تلك الفترة من مراكمة الخبرة، ونسج مجموعة من العلاقات، وخاصة مع العمال ومسؤولي الشركات.
ويواجه وكيل لائحة التراكتور في انتخابات 8 شتنبر 2021 بتطوان، مجموعة من الإشكالات التي تقف دون تجديد الثقة فيه، ومن أبرزها ما عرفته المدينة في السنوات الأخيرة من إضرابات متكررة لعمال النظافة، مما أدى بذلك لتحويل الحمامة البيضاء لمرات عديدة لمزبلة كبيرة.
ويشار إلى أن السلطات بتطوان كانت تتدخل بين فترات وأخرى لحلّ مشاكل النظافة، وذلك بعدما يتعذر على الرئيس ونائبه المفوض حلّها، وخاصة بعدما تطورت المشاكل تعطل المرفق بشكل تام بسبب دخول العمال في إضراب عن العمل، وتنظيمهم لوقفات احتجاجية.
وفي هذا السّياق، كان عبد السّلام الدامون، الذي يتزعم “معارضة إدعمار” أنذاك، يستغل عجز المكتب المسيّر لحلّ مشاكل القطاع وإعادة المدينة لنظافتها، للقيام بحملات ضدّ رئاسة جماعة تطوان وإدانتها في بلاغات سياسية، وهو ما يقربه اليوم من “تفويض النظافة”.
وكانت الاتهامات بخلق أزمات داخل قطاع النظافة بالمدينة لأهداف انتخابية وسياسية، تتجه إلى النائب الخامس الحالي لرئيس جماعة تطوان، وخاصة عندما حضر شخصيا لوقفة احتجاجية لعمال النظافة أمام مقر جماعة تطوان، وألقى كلمة تصعيدية بالمناسبة.
واستطاع عبد السّلام الدامون، التقرّب من عمال شركتي النظافة بتطوان خلال فترة وقوع تلك الأزمات، ونسج مجموعة من العلاقات مع أشخاص لهم تأثير وسط العمال، وتحوّل بذلك إلى محامي حاملي البدلة الخضراء بتطوان، ولا يفتئ يذكرهم ويشير إلى جهودهم.
ويبدُو أن حميد الدّامون استلم لأمر الواقع، حيث يظهر جليا مدى قرب أخيه عبد السّلام من الرئيس الجديد لجماعة تطوان والذي ينتمي لحزبه، مما دفعه إلى عدم التحدّث في نقطة تتعلق بقطاع النظافة بدورة دجنبر 2021 الاستثنائية، فيما سجّل عبد السّلام مداخلته بحضور ممثلين لعمال النظافة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن رئيس جماعة تطوان، لم يفرج لحدود السّاعة عن لائحة التفويضات التي سيمنحها لنوابه عن حزب التجمع الوطني للأحرار، والاستقلال، والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية.