محمد البرقوقي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة المضيق الفنيدق:
أصبحت المشاكل التي يتسبب فيها قاصرين بالفنيدق، تخيم على المدينة الصغيرة، وهي مشاكل غالبا ما ترتبط بمحاولة إثبات ذات بطريقة خاطئة، وبغياب دور الأسرة في التربية، وبضعف أو غياب شبه تام للأنشطة الموازية التي تعتبر متنفسا لتفريغ الطاقات السلبية، فضلا عن فشل برامج اجتماعية يمكنها المواكبة.
إن القاصرين ثروة يجب الحفاظ عليها من خلال التأطير والعمل الجمعوي المكثف، وفتح باب الأمل وتوجيه من يخفق في الدراسة للتكوين المهني، وتفعيل دور جمعيات الآباء من خلال المصاحبة، إلى جانب إمكانية إحداث مراكز استماع خاصة بالقاصرين المشاغبين بالمؤسسات التعليمية.
إن تكلفة الجهل باهظة جدا، ويدفعها الجميع بدون استثناء، وذلك من خلال عدم الاحساس بالأمن في كل مكان، والمقاربات الأمنية الجافة لن تجدي نفعا أمام تنامي عقلية التخريب والاعتداء التي انتشرت في صفوف قاصرين بشكل غريب (الاعتداء والرشق بالأحجار لم تسلم منه حتى دوريات أمنية، وسيارات الشرطة، والقوات المساعدة التي تقوم بحراسة السواحل، والتلاميذ، ومؤسسات حضانة الأطفال، ناهيك عن التواجد والتجمعات أمام ابواب المؤسسات التعليمية).
علينا جميعا محاولة إعادة دور الأسرة والجمعيات والمدرسة والمرافق العمومية من دور ثقافة ودور الشباب والفضاءات الرياضية، والمواكبة ودراسة الظواهر السلبية لمعالجتها وفق مقاربات متعددة، لأن الأمر يتطلب ذلك، ويتعلق بمستقبل مدينة، مادام هذا القاصر الذي نراه أمامنا ونبرر ما يقوم به بأنه طيشا فقط، وتقضي المساطر القانونية في الغالب تسليمه إلى أهله، هو عشريني الغد الذي إن تشبع بفكر تخريبي فهي كارثة بكل المقاييس.
