بلفقيه: الصحراء المغربية التي عرفت مسيرة تحرير الأرض تشهد مسيرات تكريم الإنسان

0

الدكتور محمد بلفقيه
رئيس المركز المتوسطي للثقافة والتعايش
:

طاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء جاء متميزا، فما يمكن ان يلحظه أي نبيه بخصوصه هو ان مضمونه ومحتواه تغير مقارنة بالخطابات السابقة، وهذا شيء طبيعي باعتبار الخطابات السياسية في عمومها تعكس الظروف وتترجم المعطيات التي صيغت من أجلها.

‎فبداية لا يخفى كونه لم يتضمن احالات كبيرة على الوضعية السياسية لملف الصحراء ولم يحل على تفاصيل المسارات التي قطعها او التطورات التي استجدت خلال اخر سنة، ولم يجعل لخصوم الوحدة الترابية مساحة بثنايا الخطاب، كما لم يجعل لجانب من الجوار المغاربي مكانة تستحق الذكر.

وهذا يعكس مبلغ ثقة قائد البلاد جلالة الملك بعدالة قضية الوحدة الترابية ومصداقية المقترح الذي تقدم به المغرب، بل ويوحي بإيمانه بأن مغربية الصحراء مسألة محسومة لم يعد هناك مدعاة لمناقشة تطوراتها، ويؤكد ما قاله والده المغفور له الحسن الثاني وردده من ورائه المغاربة لعقود، “إن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”.

وعلى العكس من ذلك، أشار بكثير من الدقة الى ما تمثله الصحراء المغربية بالنسبة للمغرب في علاقته بعمقه الإفريقي، وأقتبس من خطاب جلالته قوله : “لقد شكلت الصحراء المغربية، عبر التاريخ، صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الأفريقي”.

ان هذا المحتوى الذي عوض البعد المغاربي يعكس توجه المغرب وأفق سعيه في تكتله الإقليمي، انه يدل على أن المغرب بعد التردد الذي ووجهت به مساعيه الى الوحدة والتكامل المغاربي، حسم أمره وتوجه فعلا نحو عمقه الإفريقي الذي تربطه به كل الروابط الروحية والإنسانية والاقتصادية، والتي سيتم تتويجها بتكامل وشراكة اقتصادية تؤسس لتكتل اقتصادي قوي وكبير يربط الغرب الافريقي بالمغرب ومن خلاله بأوروبا.

ومن أهم الإشارات التي تضمنها الخطاب، حديثه، في العلاقة بالصحراء المغربية، بأنها بالإضافة الى المسيرة الخضراء التي حررت الارض، تشهد مسيرات دائمة ومتجددة تسعى الى تكريم المواطن.

وقد ابرز الخطاب الاهمية التي توليها المملكة للأقاليم الجنوبية، وحجم الاستثمارات التي اتخذت وجهتها نحو هذه الاقاليم، على مستوى البنية التحتية الأساسية، او من حيث الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وقد تضمن الخطاب أيضا اشارة الى الثقة الكبيرة التي وضعها المغرب في شركائه في التنمية، وذلك نظرا للمجهود الذي تبذله عدد من الدول وعلى رأسها نيجيريا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.