الشمال24 من تطوان
أبانت معطيات رسمية عن وجود عزوف كبير بين الأطر الصحية عن تحمل مسؤولية عدد من المناصب الشاغرة داخل مؤسسات تابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بعدة أقاليم وجهات منها جهة طنجة تطوان الحسيمة، وضمنها مستشفى القرب محمد الخامس بالحسيمة، ومستشفى القرب بني مكادة بطنجة، ومستشفى الرازي للأمراض العقلية بتطوان ومستشفى القرب بالقصر الكبير.
وفي هذا الصدد، قال حمزة الإبراهيمي، مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، في تصريح للموقع “الشمال24” إن العزوف في تولي مناصب المسؤولية الإدارية، خصوصا بين صفوف خريجي المدرسة الوطنية للصحة العمومية، يعود إلى اختلالات بنيوية عميقة في المنظومة الصحية، إضافة إلى فجوة بين السياسات الحكومية واحتياجات المستشفيات والمراكز الصحية”، معتبرا أن ما يشهده قطاع الصحة يعبّر عن أزمة تراكمية ليست وليدة اليوم، بل تمتد لسنوات.
وأوضح الإبراهيمي أن الإعلانات الأخيرة لوزارة الصحة، كشفت عن استمرار هذا الخلل، وهو ما تؤكده المناصب الشاغرة نظرا لعدم تقدم أي مرشح، مشددا أن الوضع يفرض طرح تساؤلات جوهرية حول قدرة المؤسسات الصحية على مواكبة التحولات المرتقبة، خاصة في ظل استحداث مجموعات صحية ترابية، وهي مؤسسات ذات استقلالية مادية ومعنوية، تشكل خطوة نحو اللامركزية ونقل الاختصاصات من المستوى المركزي إلى الجهوي في ظل الجهوية المتقدمة.
وأكد المسؤول النقابي أنه رغم الجهود المبذولة لتجاوز هذه الإشكالات، لا يزال الطريق طويلا للوصول إلى قطاع صحي مهيكل قادر على تلبية تطلعات المواطنين، لافتا إلى ضرورة فتح نقاش واسع بين مختلف المؤسسات والفاعلين، لضمان وضع تصور عملي يعالج التحديات التي تمنع الأطر الصحية من تحمل المسؤولية، ويسهم في إنجاح الإصلاح الشامل للمنظومة الصحية، معتبرا أنه لا يمكن الحديث عن إصلاح دون معالجة الأسباب العميقة لهذا العزوف الإداري.
التعليقات مغلقة.