تهيئة مقابر مرتيل استعدادا لاستقبال الزوار بعد رفع الحجر الصحي
الشمال24 / مراسلة
شرعت جمعية المحافظة على المقابر الاسلامية بمرتيل، وكعادتها ككل سنة في صباغة وصيانة المقبرة الاسلامية بمرتيل، ومقبرة جامع تسييفت التي تشرف عليهما للمحافظة على الرونق والحلة الجديدة لهذه المقبرتين النموذجيتن واللتان احتلتا المرتبة الأولى من حيث التنظيم والجمال على المستوى الوطني.
وتعتبر المقبرة الاسلامية بمدينة مارتيل التي تشرف عليها جمعية المحافظة على المقابر الإسلامية بمرتيل، من أحسن المقابر على الصعيد الوطني، والتي شكلت في السنوات الأخيرة إحدى المعالم والنماذج الحضارية الراقية بمدينة مارتيل.
فإذا كان المخيال المغربي يربط مظاهر الاوساخ والقبح بمقابر المسلمين، حيث غالبا ما يتم التفكير في هذه المقابر من طرف المسؤولين الجماعيين، فإن مدينة مرتيل أبدعت في تدبير راق لهذه المقبرة، حيث تم إسناد تدبير المقبرة الاسلامية لفائدة جمعية المحافظة على المقابر الاسلامية بمرتيل.
وقد نجحت الجهة المشرفة على المقابر الاسلامية بمرتيل، حيث تنقسم مقبرة مرتيل إلى شطرين، المقبرة القديمة الممتلئة عن آخرها، والتي توقفت عملية الدفن فيها، والمقبرة الحديثة، هذه الأخيرة بدأ الدفن فيها سنة 2010، إذ جعل منها مسؤولو الجمعية المشرفة إحدى أجمل المقابر الإسلامية في المغرب، ذلك أنّ المشرفين على تدبير المقابر في مدن أخرى حاولوا استلهام تجربتها الناجحة.
ومايميز المقبرة الاسلامية بمرتيل، أن أسرة الهالك اوالهالكة ليست مطالبة بتأدية أي درهم لدفن عزيزها، فالجمعية تتكلف بحفر القبور وصيانتها، وهدفها صون كرامة الموتى وتفادي مشاهد مقززة في مقابر أخرى، كما يمنع على غير الزائرين دخولها، ويمنع المتسولون والمشردون. كما تتكلف الجمعية، بدعم من المحسنين، بضمان مدخول قار لتشغيل حفاري القبور الذين يتقاضون أجورهم بصفة منتظمة، ويخضعون لنظام الحماية الاجتماعية.
وقد وفّرت كل شيء، إذ تتوفّر المقبرة على مسجد، وعلى مكان خاصّ بالصلاة على الموتى، كما أنّ بها مراحيض. ويسهر على العناية بهذه المرافق مستخدمون تدفع الجمعية أجورهم.
وقد جلبت هذه المقبرة بمرتيل الأنظار لها كإحدى أجمل المقابر بالمملكة، واصبحت تحضى بعناية ملكية سامية بفضل الهبة الملكية السنوية التي تتوصل بها الجمعية، وهي التفاتة ملكية لها دلالة قوية التي يوليها جلالته لمقابر المسلمين وللمنطقة ككل وتحفيز للجمعية التي عملت على جعل هذه المقبرة نموذجية على مستوى المملكة وايضا الدعم الكبير لعامل الاقليم للجمعية.
ورغم هذا الاشعاع والاشعاع الذي ساهمت فيه هذه الجمعية، فان جهات تحاول تقويض هذا المجهود وهذا العطاء، وتحاول كما حاولت في السابق ضرب هذه المكتسبات، من خلال تصريف حسابات انتخابية وسياسية، والعودة الى نقطة الصفر.
إن ما يعتمل في المقبرة الاسلامية لا يمكن إلا أن نشيد به ودعمه بل والافتخار به، لأنه أولا يعيد الاعتبار إلى موتى المسلمين ويمحو تلك الصورة القاتمة التي تلاحق مقابرنا الإسلامية، بل وجعلت من المقبرة الإسلامية بمرتيل إحدى نقط تميز أهل الشمال الذين بدأوا يرسخون قيما ومظاهرة جميلة في وجدان المغاربة.