إنعقد، يوم أمس، الجمعة بمسرح ثانوية القاضي عياض بتطوان، اللقاء التشاوري الترابي لإقليم تطوان حول المدرسة المغربية العمومية، وذلك تحت شعار “تعليم ذو جودة للجميع”.
وقد جرت هذه الفعالية تحت رئاسة السلطة الإقليمية وبحضور الكاتب العام للعمالة ورئيس جماعة تطوان والنواب البرلمانيين ومسؤولي المجالس الترابية وممثل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ورؤساء المصالح الخارجية الإقليمية. كما حضر اللقاء ممثلو جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في قطاع التعليم بالإقليم، والفاعلون في المجال الاقتصادي والرياضي والثقافي والفني.
في كلمته التأطيرية ، أكد الكاتب العام لعمالة تطوان محمد عادل اهوران، على أهمية هذا اللقاء التشاوري وبعده الاقتراحي، خاصة أن التعليم يعد أولوية إستراتيجية من بين القضايا ذات الاهتمام الأسمى ببلادنا.
وأضاف اهوران أن الأساس من هذا الورش التشاوري طرح الأسئلة الجريئة والعميقة والصادقة، القادرة على تقصي الإجابات، التي تشكل الوعي الجماعي العميق بمعنى التربية ذات جودة للجميع ، من خلال رؤية مشتركة للمستقبل وجعل جودة التربية ملكا للجميع، والتمكن من خلق وتبني تصورات جماعية لتدبير جديد ومتجدد يرهن مستقبل التربية بالمغرب بشرط الاستجابة لطموحاتنا الانية والمستقبلية المشتركة.
ودعا الكاتب العام المشاركين في هذا اللقاء إلى الانخراط المسؤول والفاعل في إغناء النقاش الوطني العمومي، الذي يجب أن يتأطر ضمن سياق إعتبار التعليم مشروعا وطنيا مشتركا للجميع، حيث ينتظر من هذه اللقاءات تعميق النقاش وطرح البدائل القادرة على تمكيننا من رسم خارطة طريق محلية تشاركية قادرة على ترجمة إقتراحات واقعية من خلال مخططات وبرامج عمل قطاعية وترابية مندمجة، بما يجعل مدرستنا وتلاميذنا في صلب اهتماماتنا التنموية، لتحقيق شروط جودة أدائها وكفاءة مخرجاتها البشرية القادرة على الانخراط والاندماج الاقتصادي والاجتماعي والريادة في ميادين إقتصاد المعرفة ومناخ الاعمال.
وتطرق العرض الذي قدمه فؤاد الرواضي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم تطوان، والذي تمحور حول مشروع خارطة طريق 2022-2026 من أجل تحقيق نهضة تربوية، للمرجعيات المؤطرة لخارطة الطريق لإصلاح التعليم الذي يعد أولوية استراتيجية.
وذكر الرواضي أن هذه الخارطة تتضمن ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في تمكين التلميذ من الحصول على التعليم الأساسي وضمان شروط استكمال المسار التعليمي الإلزامي وتحفيز الأستاذ والحرص على تكوينه وضمان مساهمته في تحقيق النجاح الدراسي للتلميذ، وتوفير مؤسسات تعليمية حديثة ومنفتحة توفر بيئة آمنة ومواتية للتفتح يقودها فريق تربوي حيوي ومنفتح ومكون وملتزم بنجاح التلميذ.
وأشار المدير الإقليمي الى أنه سبق للمديرية الإقليمية بتطوان أن باشرت عدة لقاءات تشاورية مع التلاميذ والأطر التربوية والأسر بإعتبارهم الفاعلين الاساسين في منظومة التربية والتكوين، حيث همت هذه المشاورات 496 تلميذة وتلميذا تفاعلوا بنجاح في ورشات الخيال الإبداعي، و513 من الأطر التربوية وكذا 460 من أمهات وآباء وأولياء التلاميذ في ورشات مجموعة التركيز البؤرية.
يشار الى أن هذه اللقاءات التشاورية الترابية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف تتمثل في جعل الفاعلين المحليين يتفاعلون بطريقة نسقية مع مختلف تدابير خارطة الطريق من جهة، وكذا إثارة واستقاء مختلف الأفكار والاقتراحات التي من شأنها مواكبة ودعم مدرسة الجودة، والتوافقات المحلية المطلوبة لتحقيق ذلك من جهة أخرى.