تكريس ثقافة الاعتراف بتطوان في حفل تكريمي لمفتشين سابقين لمادة الفلسفة
عملت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتطوان، أمس السبت، بشراكة مع منسقية التفتيش ومدرسات ومدرسي الفلسفة بتطوان، على تكريس ثقافة الاعتراف من خلال تكريم أستاذين متقاعدين.
وجرى خلال الحفل الذي حضره المدير الإقليمي للتربية الوطنية بتطوان، تكريم الأستاذين مصطفى بلحمر وعبد الإله حبيبي، اللذين كانا مفتشين لمادة الفلسفة بالمديرية الإقليمية لتطوان.
وأكدت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع تطوان، أن “الفلسفة ما تنفك تعلمنا، منذ بداياتها الأولى، دون كلل أو ملل، أن الاعتراف بالآخر وبأفضاله هو من صميم ممارسة التفلسف في أبهى تجلياته، كما تعلمنا أن الغيرية، بما تنطوي عليه من إقرار بأدوار الغير المتعددة هي قيمة القيم الإنسانية وأسماها، وتعلمنا كذلك أن للاعتراف أشكالا متعددة تبتدئ بتحطيم قناعات لتنتهي بتشكيل أخرى، فتدفعنا للاعتراف أول الأمر بجهلنا لإدراك محدودية إدراكاتنا لننتهي في آخر المطاف إلى الاعتراف بأن ما نعرفه وما نكونه، مهما صغر أو كبر، هو بفضل الغير علينا فضلا غير مشروط يقتضي الاعتراف به لذاته. وهذا ما جعل سقراط دائم الحضور في ذهن أفلاطون، وجعل كانط يقر بسباته العميق الذي ما كان ليستفيق منه لولا هيوم، وجعل دولوز يرى في سبينوزا أمير الفلاسفة …الخ، والنماذج كثيرة مع حفظ السياقات ومراعاتها”.
وأبرزت أن “تعداد فضائل الإنسانية علينا ضرب من المستحيل، وحتما للأستاذين الجليلين المحتفى بهما (الأستاذ عبد الإله حبيبي والأستاذ مصطفى بلحمر) مكان ضمن هذه الفضائل من خلال ما قدماه، على امتداد سنين طويلة، تعليما وتكوينا، تأطيرا وإشرافا، إنتاجا وإبداعا، توجها بكل ذلك إلى خير الإنسانية مخاطبَيْنِ في تلامذتهما وطلبتهما ومتدربيهما وزملائهما وقرائهما ما وصفه ديكارت بـ”أعدل الأشياء قسمة بين الناس”؛ أي العقل، غير مُهادِنَيْنِ ولا مُساكِنَيْنِ، مُحفِزانِ على النظر الفاحص ومحطمَيْنِ قيود التفكير وموانعه. ففضلهما ثابت ومنكره جاحد والإقرار به واجب”.