رجع سعيد العباري، طبيب الإنعاش والتخذير بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، إلى فضح الواقع المرير الذي يعرفه القطاع الصحّي، ولتسليط الضوء على معاناة الكوادر الطبية، والأطر التمريضية، وكافة المستخدمين بمختلف المستشفيات والمراكز الصحية.
وكشف العباري في تدوينة على جداره، أن قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي سانية الرمل بتطوان، يعيش ظروفا مزرية، وذلك عبر سرده لتفاصيل قصة مأساوية راحت ضحيتها أم لطفلين، “بعد محاولات مريرة وطويلة لإنقاذ مايمكن إنقاذه”.
وقال العباري: “نهار السبت اللي فات بالضبط 11 يونيو على الساعة الحادية عشر تقريبا، جات واحد السيدة فمقتبل العمر فالأربعينات من عمرها، أم لطفلين ضحية حادثة سير في حالة جد حرجة، كتقولي عتقني أدكتور أنا غادي نموت وغادي يتتمو ولادي صغار، توقف ليها قلبها فالمستعجلات وما لقايتش باش نسعفها فعين المكان، ماكاين لا دوايات ديال الإنعاش لا شكون يعاونك، لا معدات لا باش تراقب ليها الضغط، ولا دقات القلب، ولا تشبع الدم بالأكسجين، ولا باش تدير ليها التنفس الإصطناعي باش ننقدها.. ماكاين لا أدرينالين، لا أطروبين ولا حتى الكتاب باش نطلب الدم لأ كان لديها نزيف حاد”.
وأضاف: “بقيت نخض ياماتنخض، ماساج كاردياك لمدة طويلة (محاولات يائسة لإرجاع نبض الحياة في قلبها الذي يعاني من ندرة الدم الذي يمكنه ضخه desamorçage cardiaque) حيث كلماتها لم تغادر بالي ومابغايتش ولادها يتتموا حتى رجعو دقات القلب، وجريت بيها للإنعاش وبقات واحد الشوية من بعد التنفس الإصطناعي، وبعض إجراءات الإنعاش المتخصصة، توقف ليها القلب مرة ثانية، وطلبت الدم، ولكن للأسف جا الدم من بعدما توفات للأسف”.
وأفاد في التدوينة نفسها، أنه لم يستصغ الأمر، ممّا دفعه إلى كتابة تقرير رفعه لاحقا لمدير المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، إلا أنه وبحسبه رُفض التأشير على التقرير من أجل متابعته، مما اضطره إلى مكاتبة مندوب الصّحة بالنيابة، والذي لا يزال ينتظره جوابه لحدود اللحظة.
وأكّد الطبيب العباري في السياق ذاته، أن ما وقع ويقع، يدفعه إلى فضح أمر الواقع، مشدداً: “ماغاديش نسكتب على هادشي، اللهم إني قد بلغت اللهمّ فاشهد”.
